وقد عاد الفتى كما كان، لم تخضعه الظروف والبيئة التي تحاصره، قد عاد يسير على الأمور لصالحه بأمر الله وبمشيئته؛ فهو عونه وحسبه ونعم الوكيل.
جعلته التجربة يدرك أنه يستطيع التأقلم في أي ظروف، مهما بلغت من قسوة وتحجيم، يستطيع أن يتفهم كيف تسير الأمور ويطوع قدراته وخبراته القديمة في استغلال ثغرات النظم التي تحكم.
عاد الفتى لا مبالي غير مكترث ولا يخاف أي شئ، ولا يرتجف قلبه إلا بين يدي الله، بعد أن تاه بين ثنايا التقصير (المكره عليه) مع الله، قد أبى الله أن يفقد عبده وأبى العبد أن يفقد ربه.
قد استجاب الله لدعاءه الذي كان يبكي(أحيانا كثيرة) وهو يتضرع ويشكو إلى الله به:
اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وغلبة الدين وقهر الرجال.
كان قلبه يرتجف وهو يناجي الله داعيا به، ويرتجف كلما شعر باستجابة الله له بتنجيته من المحن التي يتعرض لها. هو الله يكفيه حسبه ونعم الوكيل، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، سبحانك الله وبحمدك سبحانك الله العظيم.